لحظات خُلدت في تاريخ الرحلات الفضائية واستكشاف الكواكب



شهدت العقود الماضية العديد من القفزات والتطورات في مجال الرحلات الفضائية واستكشاف الكواكب حيث إن ما نراه اليوم من تقدم وما نقل إلينا من معلومات عن هذا العالم المليء بالغموض والأسرار كان نتاج عمل مستمر على مدار سنوات ولم يحدث بين ليلة وضحاها. سنتناول في هذا المقال أهم اللحظات التي خلدها التاريخ في مجال استكشاف الفضاء:




السوفييت يستهلون الاستكشاف


لربما قد سمعت في الوقت الحالي عن لقاح سبوتنيك، ولكن هل سبق أن سمعت عن القمر الصناعي "سبوتنيك 1"؟ كان الاتحاد السوفييتي هو أول جهة تطلق قمراً صناعياً لاكتشاف الفضاء في التاريخ، وقد سمي القمر بـ “سبوتنيك 1". انطلق سبوتنيك 1 في الرابع من أكتوبر عام 1957 ليثبت مدى التقدم التكنولوجي للاتحاد السوفيتي والقدرات التقنية والبحثية المتقدمة التي تمتع بها. نجح سبوتنيك 1 بتزويد علماء الفضاء بمعلومات قيمة عن كثافة الطبقات الجوية العليا كما زود العالم بتفاصيل استخدمت بصناعة أجهزة اتصال للتواصل مع المركبات الفضائية كما مهد الطريق لتصميم معدات مخصصة لتعمل ضمن ظروف الفضاء الخارجي.


أول رجل في الفضاء


حقق السوفييت إنجازاً آخر سيذكره التاريخ حيث كانوا أول من أرسل رائد للفضاء وهو "يوري جاجارين". وتمكن جاجارين والمركبة فوستوك 1 من الوصول للفضاء والدوران حول الأرض في 12 أبريل من العام 1961 ليصبح أول من يرى كوكب الأرض من الفضاء.


أولى الخطوات على القمر


في أعظم الخطوات التي خطاها أي إنسان نجحت الرحلة الفضائية أبولو 11 في تحقيق هدفها بالهبوط على سطح القمر والأخذ بيد نيل ارمسترونج ليكون أول إنسان تلامس قدماه سطح الأرض حيث علق قائلاً "خطوة تعد صغيرة لإنسان، ولكنها قفزة هائلة للجنس البشري بأكمله". بالطبع لم يكن نيل ارمسترونج الوحيد على متن هذه الرحلة، ولكنه كان أول من خرج من المركبة. رافق ارمسترونج كل من مايكل كولينز كربان للمركبة الرئيسية وإدوين ألدرن كربان للمركبة القمرية. خرج كولينز بعده ليخطو على سطح القمر كذلك وقام هو ونيل ارمسترونج بأخذ عدة صور لسطح القمر واجروا عدد من التجارب العلمية مثل قياس الريح الشمسية في القمر من خلال تنصيب شريحة ألمونيوم، كما قاموا بقياس النشاط الزلزالي على سطحه.

وبخطوة للتعبير عن فخر الأمة الامريكية قاموا بغرس علم الولايات المتحدة على سطح القمر، والذي استخدم لاحقاً كدليل على التشكيك بصحة الهبوط على القمر حيث ادعى مؤيدو نظريات المؤامرة بأن الهبوط على القمر مزيف حيث إن رفرفة العلم تؤكد ذلك لأن هنالك اثبات علمي يفيد بعدم وجود الهواء على سطح القمر فكيف تحرك العلم، كما دعموا نظرياتهم بأدلة أخرى مثل الظلال التي ظهرت لرواد الفضاء وعدم ظهور أي نجوم أو أجرام سماوية في الصور الملتقطة وغيرها.


إطلاق مرصد هابل الفضائي


في أحد أهم الإنجازات التي ساعدت العلماء بالنهوض بعلوم الفضاء والكواكب، أطلق المرصد الفلكي هابل المصمم ليدور حول مدار الأرض في العام 1990 والذي امد الفلكيين بصور ومعلومات مهمة عن سطح الأرض والفضاء لما يقارب الـ 28 عام. وتتم صيانة هابل في الفضاء عن طريق إرسال رحلات صيانة على متنها رواد فضاء. وكان من أهم الصور التي التقطها هابل هي الزهرة الكونية والتي كانت صورة عن نتائج اصطدام مجرتين ببعضهما، وسديم الفراشة الذي نتج عن انفجار يزيد حجمه عن حجم الشمس بخمس أضعاف وغيرها المزيد.

ما زال التقدم في مجال الفضاء مستمراً حتى يومنا هذا وبينما كان هذا المجال سابقاً حكراً على الدول العظمى بدأت العديد من الدول في وقتنا الحاضر من التوسع في الأبحاث وإرسال المزيد من الرحلات للفضاء مما ينبأ عن مستقبل واعد وعدد جديد من الإنجازات في القرن الـ 21.



إرسال تعليق

أحدث أقدم